
شارك الأستاذ الدكتور سائد زيود، من كلية الصيدلة ومدير مركز السموم والمعلومات الدوائية، والأستاذ الدكتور عامر الهموز من قسم الهندسة الكيميائية في جامعة النجاح الوطنية، في مؤتمر برنامج "اليقظة الصحية وجودة الهواء والمعالجة المستدامة للنفايات الطبية والخطرة" والذي أُقيم في مقر المعهد العربي للتخطيط في الكويت خلال الفترة من 21 - 22 /4/ 2025، وشهد مشاركة واسعة من الدول العربية والأجنبية حول العالم.
ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات بين مختلف القطاعات العربية والدولية، ومناقشة الحلول المستدامة في مجالات إدارة النفايات الطبية والصيدلانية والخطرة، بالإضافة إلى معالجة تلوث البيئة. كما كانت منصة لتقديم التجارب الناجحة والنماذج العالمية في هذه المجالات.
وقد شارك أ.د. زيود كمتحدث رئيسي في جلستين علميتين متميزتين تناولت الجلسة الأولى جلسة حوارية بعنوان "إدراج مفاهيم اليقظة الصحية في المناهج التعليمية" والتي ركزت على التعليم والتوعية وبناء القدرات في إدارة النفايات والتلوث البيئي. أما الجلسة الثانية فقد حملت عنوان "واقع البحث العلمي المتعلق بالنفايات الصلبة والنفايات الصيدلانية في الوطن العربي من منظور الأهمية والتحديات".
كما شارك أ.د. الهموز في جلستين علميتين رئيسيتين كمتحدث رئيسي حيث كانت جلسه الأولى والتي قسمت إلى جلستين بعنوان "تجارب عربية في تحقيق جودة الهواء العربي والمعالجة المستدامة للنفايات الطبية الخطرة" بينما حملت الثانية عنوان "التقنيات الحديثة في إدارة ومعالجة النفايات الطبية والصيدلانية: حلول مستدامة لتعزيز جودة البيئة والصحة العامة.
هذا وناقش المشاركون في المؤتمر عدداً من الموضوعات الحيوية، منها تمثلت في: أهمية اليقظة الصحية والوعي المجتمعي في التعامل مع النفايات الطبية والخطرة، تقنيات المعالجة غير الحرقية وإدارتها الحديثة لتقليل الأثر البيئي، السياسات والتشريعات البيئية والصحية ودورها في تحسين جودة الحياة، وإدراج إدارة النفايات الطبية في المناهج العلمية لزيادة الوعي لدى الأجيال القادمة، بالإضافة إلى تبادل التجارب بين الدول العربية وتقديم توصيات استراتيجية لتحسين هذا القطاع.
وخلال افتتاحه فعاليات البرنامج أكد سعادة د. عبدالله الشامي، مدير المعهد العربي للتخطيط، أهمية هذه المبادرة في تعزيز اليقظة الصحية والتعاون العربي المشترك في هذا المجال. وأضاف أن القضايا التي يعالجها البرنامج ليست قضايا بيئية أو صحية بالمعنى التقليدي، بل هي في صلب التحديات الاستراتيجية التي تواجه خطط التنمية المستدامة في الوطن العربي، وأن الجودة البيئية ويقظة النظم الصحية والإدارة المستدامة للنفايات الخطرة أصبحت معايير رئيسية في قياس جاهزية الدول وقدرتها على حماية الإنسان والبيئة والموارد.
وعلى هامش المؤتمر، ألقى أ.د. محمد سند أبو درويش، مدير إدارة العلوم والبحث العلمي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، كلمة أشار فيها إلى أهمية البرنامج في دعم الجهود العربية لتحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز نظم الصحة العامة في المنطقة. مؤكداً أهمية تعزيز الشراكة الهادفة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة العربية. كما بين أن التحديات الصحية والبيئية لم تعد تقتصر على الدول النامية فقط بل باتت تحديات كونية تؤثر على الجميع، وأن الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء والمياه تشهد ارتفاعاً وتفاقم مشكلة النفايات الطبية الخطرة خاصة في ظل الجوائح الصحية.
وأضاف أبو درويش أن هذه التحديات تتطلب استجابة شاملة ومترابطة، ووضح أن البرنامج يستهدف استقطاب نخبة من الخبراء وصناع القرار لمناقشة هذه القضايا وتقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق.
وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات كان أبرزها: تعزيز دمج مفاهيم الإدارة المستدامة للنفايات الطبية والصيدلانية وجودة الهواء في المناهج الجامعية الإلزامية من خلال استحداث مواد دراسية متخصصة، تشجيع طلبة الدراسات العليا على اختيار موضوعات إدارة النفايات وجودة الهواء كمحاور رئيسية في رسائلهم وأطروحاتهم العلمية، تطوير التشريعات البيئية بما يضمن الإدارة السليمة للنفايات الطبية والصيدلانية الخطرة، وإطلاق حملات توعية مجتمعية واسعة حول مخاطر تلوث الهواء وسوء إدارة النفايات. كما كانت هناك دعوة لتطوير مساهمة المجتمع المدني والجامعات في رفع الوعي البيئي، بالإضافة إلى تقديم حوافز للمؤسسات الصحية التي تتبنى أنظمة إدارة نفايات مستدامة. ومن ضمن التوصيات الأخرى، تم اقتراح إنشاء محاكم بيئية متخصصة وإنشاء مركز تدريبي إقليمي متخصص في تقنيات معالجة النفايات الطبية والصيدلانية، بالإضافة إلى تحفيز البحث العلمي والمشاريع المشتركة بين الجامعات والمؤسسات الصحية والبيئية.
وفي ختام هذا الحدث العلمي البارز، عبّر أ.د. زيود وأ.د. الهموز عن بالغ شكرهما وتقديرهما إلى أ.د. عبد الناصر زيد، رئيس جامعة النجاح الوطنية، على دعمه المستمر وتشجيعه لهذه الفعاليات العلمية الرائدة. وفي هذه المناسبة، أعرب أ.د. زيد عن فخره بمشاركة جامعة النجاح الوطنية في هذه الفعاليات الهامة، مؤكداً أن الجامعة ستبقى دائماً في طليعة المؤسسات الأكاديمية التي تدعم البحث العلمي وتساهم في تطوير الحلول المستدامة التي تخدم المجتمع العربي والعالمي.
وتُعد هذه الفعالية منصة هامة للتعاون العربي المشترك، وتسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية تعزز من قدرات صناع القرار في مجالات الصحة والبيئة. وتشارك فيها جامعة النجاح الوطنية بهدف ترسيخ دورها الريادي في دعم البحث العلمي، والمساهمة الفاعلة في إيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه المجتمعات العربية .
عدد القراءات: 22