في إنجاز علمي وعالمي غير مسبوق، حصل فريق طلابي من جامعة النجاح الوطنية على براءة اختراع رسمية عن ابتكارهم النوعي بعنوان: "نظّارات لمرضى الخلل في المجال البصري"، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم لمعالجة مشكلة Visual Field Defects، وهي إحدى أهم المشكلات البصرية التي تؤثر بشكل مباشر على حركة المرضى واستقلاليتهم، في ظل غياب العلاجات الطبية الفعّالة لهذه الحالة حتى اليوم.


وتكوَّن الفريق من مجموعة من خريجي وطلبة تخصصي البصريات والحاسوب، وهم: لارا عمارنه، تيمه الحاج أحمد عامر، ضياء عرفات، إخلاص عناية، ومحمد عكر، وبإشراف الدكتورة إيثار البشتاوي، رئيس قسم البصريات في كلية الطب البشري والعلوم الطبية المساندة، والدكتور محمود أسعد، من قسم الهندسة الميكانيكية.

وجاءت فكرة الابتكار من داخل عيادات البصريات في الجامعة، بعد أن رصد الفريق حاجة حقيقية لحل بصري هندسي متكامل يدعم هذه الفئة من المرضى. وتمكن الفريق من تطوير الفكرة إلى نموذج تطبيقي متكامل، من خلال بحث علمي دقيق يجمع بين التصميم الهندسي والتطوير البرمجي، والتعاون البنّاء بين التخصصات الطبية والهندسية والحاسوب وعيادات البصريات، ليتوّج هذا الجهد بالحصول على براءة اختراع رسمية، مما يعزز من المساحة التي توفرها الجامعة لطلبتها في مجالات البحث العلمي والتقني وتعزيز التكامل بين العلوم الطبية والهندسية في خدمة الإنسان والمجتمع.مح

وتعتمد الفكرة على استغلال المستقبلات الضوئية السليمة المتبقية في العين، وتسليط أكبر قدر ممكن من المجال البصري عليها، باستخدام أجهزة بصرية متخصصة، ومعادلات رياضية دقيقة لإعادة توزيع الصورة البصرية، ونقلها إلى المناطق القادرة على الإبصار في الشبكية، مما يمنح المريض مجال رؤية أوسع وأقرب إلى الطبيعي.

وهنأت د. البشتاوي، الطلبة والخريجين على هذا الإنجاز المميز، الذي جاء نتيجة عمل متواصل وجهود حثيثة من الطلبة والأقسام المختلفة، مؤكدة التزام الجامعة برسالتها في دعم البحث العلمي والمشاريع الطلابية الهادفة التي تسهم في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية البشرية المستدامة لا سيما في مجال التعليم الجيد، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف، كما أشادت التعاون البنّاء بين الكليات والأقسام في الجامعة بتوفير بيئة داعمة تسهل على الطلبة إنجاز متطلبات مشاريعهم.

من جانبه، ثمن د. دويكات جهود الطلبة في تحقيق هذا الإنجاز وتسجيله كبراءة اختراع، مشيراً إلى أنه يعد ثمرة لعمل بحثي متواصل استمر على مدار أربع سنوات بتعاون مشترك بين الفريق الطلابي والمشرفين من الأقسام المختلفة. وأوضح أن هذا الإنجاز يجسد توجهات الجامعة وجهودها في دعم البحث العلمي وحل المشكلات المجتمعية.

بدوره، أشار أ. محمد الدقة، عميد شؤون الطلبة، إلى أن هذا الإنجاز يأتي تتويجاً للمسيرة الأكاديمية والمجتمعية لجامعة النجاح الوطنية، التي تعتبر أن الطالب هو المكون الأساسي في العملية الأكاديمية وفي البحث العلمي وتؤمن بدوره المحوري في تعزيز رؤية الجامعة وسعيها المتواصل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما بيّن أن الطالبة لارا عمارنه قادت تأسيس الهيئة الإدارية لجمعية البصريات، وهي إحدى الجمعيات الطلابية التي تشرف عليها العمادة في الجامعة، وقد تميزت بعطائها وروحها القيادية، ونفذت العديد من الأنشطة الفاعلة، مشيداً بجهود الفريق الطلابي والمشرفين من الأقسام والعيادات. 

وأكدت عمارنه، صاحبة الفكرة، أن النجاح الحقيقي لا يكتمل إلا بدمج الجانب الأكاديمي مع العمل التطبيقي، مشيرة إلى أن تجربتها في جامعة النجاح حفزتها على تأسيس أول جمعية طلابية للبصريات في فلسطين، وابتكار مشروع يخدم المرضى والمجتمع، كما أوضحت أن هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول مهمة في مسيرتها العلمية والعملية، قائلةً: "إن اختراعنا هذا ليس مجرد جهاز فحسب، بل هو رسالة أمل، ووسيلة تعايش جديدة للمرضى، تمنحهم رؤية أقرب وأفضل".

كما أعربت عن شكرها وامتنانها لجامعة النجاح الوطنية ، وإلى كل من دعمها وساندها خلال هذه المرحلة، من مشرفين وزملاء وفريق العمل، الذين كان لهم دور كبير في هذا الإنجاز العلمي المتميز.

يُذكر أن الفريق قام بتطوير نموذج أولي للابتكار، ونجحت أول تجربة عملية باستخدام بيانات مريضة حقيقية، ما يعكس دقة البحث وفعالية الحل المقترح.


عدد القراءات: 14