نظّم معهد النجاح للصحة العالمية ووحدة التعليم الطبي والتطوير المهني المستمر وتقييم الموظفين في كلية الطب البشري والعلوم الطبية المساندة، يوم الثلاثاء، الرابع والعشرين من حزيران، ويبينار بعنوان "مقاومة المضادات الميكروبية: تهديد للصحة العالمية" بمشاركة مجموعة من الأطباء والخبراء في الطب الوقائي، والأمراض المعدية والصحة العالمية، وبحضور عدد كبير من العاملين في القطاع الصحي وطلبة الطب والعلوم الصحية و طلبة الدراسات العليا من مختلف أنحاء فلسطين. يأتي هذا الويبنار ضمن حملة "إنفكتو" التي ينظمها معهد الصحة العالمية ووحدة التعليم الطبي، والهادفة للتوعية عن خطر مقاومة المضادات الميكروبية من خلال التعليم والتفاعل المباشر مع أفراد المجتمع ونشر المواد التعليمية المكتوبة والمرئيّة وعقد الجلسات التدريبية.


هدف اللقاء إلى تسليط الضوء على التهديد المتصاعد لمقاومة المضادات الميكروبية، والتأكيد على الحاجة العاجلة لتبنّي خطّة شاملة لمواجهتها من خلال نهج "الصحة الواحدة"، التي تربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

افتتح الجلسة منسق معهد النجاح للصحة العالمية، الدكتور ساري طه، وهو طبيب وأخصائي صحة عالمية، حيث تولّى إدارة النقاش وقدّم فقرة افتتاحية بعنوان "مقاومة المضادات الميكروبية كحالة طوارئ في الصحة العالمية" تناول فيها التحديات التي تفرضها مقاومة المضادات من منظور الصحة العالمية، وعرض الجهود الدولية الجارية للحد من انتشارها.

كما قام الدكتور سعيد أبو خطّاب، رئيس مجموعة الأمراض المعدية ونهج الصحة الواحدة في جامعة بيرزيت، بعرض أهمية تبني نهج الصحة الواحدة في مواجهة مقاومة المضادات الميكروبية، حيث أن الاسباب والحلول تشمل الممارسات الخاطئة في القطاع الصحي والحيواني والبيئي. قام الدكتور سعيد باستعراض الجهود البحثية والمجتمعية القائمة لتعزيز التكامل بين القطاعات في التصدي للمشكلة على المستوى الوطني.

من جهته، قدّم الدكتور علي سباتين، أخصائي الأمراض المعدية ورئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى أوغستا فكتوريا في القدس، فقرة سلّط الضوء من خلالها على الحاجة الملحّة للترشيد في استخدام المضادات الميكروبية في مختلف المؤسسات الصحية، داعياً الى تبني برامج فعّالة للترشيد الطبي.

تلى ذلك فقرة قدّمتها الدكتورة سعاد بلكبير، أخصائية الطب الوقائي والصحة العامة ومديرة وحدة التعليم الطبي في جامعة النجاح الوطنية، حيث سلّطت الضوء على أهمية مبدأ "الوقاية خير من العلاج" ودوره المحوري في التصدي لمقاومة المضادات الميكروبية. ركّزت الدكتورة سعاد على أهمية الإجراءات الوقائية داخل المنشآت الصحية، لا سيما تفعيل سياسات مكافحة العدوى، وتعزيز برامج التطعيم، والنظافة، والتثقيف الصحي في المجتمع، باعتبارها خط الدفاع الأول الذي يسهم في تقليل الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية.

وقد اختُتم اللقاء بجلسة نقاشية تفاعلية، أتيحت خلالها الفرصة للمشاركين لطرح الأسئلة، وتبادل الآراء حول السبل العملية لتطبيق المفاهيم المطروحة ضمن المؤسسات الصحية المحلية، بما يسهم في تعزيز فاعلية الجهود لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية.

ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الأنشطة التي ينفذها معهد النجاح للصحة العالمية ووحدة التعليم الطبي في سبيل تعزيز وعي الكوادر الصحية والطلبة حول قضايا الصحة العالمية الملحّة، وترسيخ ممارسات مستندة إلى الأدلة في التعامل مع التحديات المعاصرة، وعلى رأسها مقاومة المضادات الميكروبية، والتي تُعدّ من أخطر التهديدات التي تواجه النظم الصحية في القرن الحادي والعشرين.


عدد القراءات: 41