ضمن برنامج التدريب العملي الدولي

الطالبة بتول عبد الله من برنامج التمريض سفيرة للنجاح في الجامعة الأردنية


أنا الطالبة بتول أحمد عبد الله، حصلت على فرصة للتدريب في الجامعة الأردنية من خلال المجلس العربي للتدريب والإبداع الطلابي، حيث بدأت رحلتي إلى الأردن بمزيج من الإثارة والقلق. ففي اللحظة التي عبرت الجسر، غمرتني موجة من الدفء والضيافة، فقد استقبلني في الجامعة عميد شؤون الطلبة، إلى جانب مساعديه بترحيب صادق. وكان حضورهم مريحاً، وشعرت بحرصهم على جعل انتقالي إلى الأردن سلساً قدر الإمكان.

كان الحرم الجامعي مزيجاً من الحداثة والتقاليد، مع مباني أنيقة معاصرة. وبينما كنا نسير عبر أراضي الجامعة، قدم لنا العميد ومساعدوه لمحة عامة عن تاريخ الجامعة ودورها المحوري في المشهد التعليمي في المنطقة. كان الحرم الجامعي يعج بالنشاط، وكانت الأجواء نابضة بالحياة، ومليئة بوعد البدايات الجديدة.

‎كان أول تعارف رسمي لنا مع كلية التمريض. لقد استقبلنا الأساتذة، كل واحد منهم مشهور في مجاله، بحماس وأذرع مفتوحة. كانوا حريصين على مشاركة معرفتهم وخبرتهم، وكان شغفهم بالتمريض واضحاً على الفور. تم تعريفنا بمشاريعهم البحثية المختلفة وممارساتهم السريرية، مما أثار شعورًا بالفضول والرغبة في التعلم داخلنا. لقد حدد الأساتذة المنهج الدراسي والجدول الخاص بنا وشرحوا دمج المعرفة النظرية مع الخبرة العملية، مؤكدين على أهمية كل منهما في تشكيل المهنيين الصحيين الأكفاء.

‎في اليوم التالي، تحول تركيزنا إلى الجوانب العملية لتدريبنا. تم تعريفنا بالمستشفى الجامعي، حيث تم ترتيب جداولنا بدقة لضمان تجربة تعليمية شاملة. كان المستشفى مركزاً  للنشاط الطبي، وكان الموظفون محترفين للغاية ومرحبين. كانت أيامي مليئة بمزيج من الملاحظة والمشاركة. قمت بالتناوب بين أقسام مختلفة، كل منها يقدم مجموعة فريدة من الخبرات والرؤى في رعاية المرضى. كان المهنيون الطبيون سخيين بوقتهم، حيث قدموا التوجيه وشاركوا معرفتهم الواسعة. كانت هذه التجربة العملية لا تقدر بثمن، مما سمح لي بتطبيق المفاهيم النظرية في بيئات العالم الحقيقي واكتساب المهارات العملية.

‎بالإضافة إلى خبراتنا الأكاديمية والسريرية، أتيحت لنا الفرصة لاستكشاف التراث الثقافي والتاريخي الغني للأردن. نظمت الجامعة العديد من الجولات لعرض مناطق الجذب المتنوعة في البلاد. أخذتنا رحلتنا الأولى إلى السلط، وهي مدينة معروفة بهندستها المعمارية التي تعود إلى العصر العثماني وشوارعها الساحرة. كان المشي عبر السلط أشبه بالعودة إلى الماضي. قدمت الأزقة الضيقة والمنازل التقليدية والأسواق الصاخبة لمحة عن النسيج التاريخي للأردن. كان السكان المحليون ودودين ومتحمسين لمشاركة القصص حول مدينتهم، مما عزز فهمنا لأهميتها الثقافية.

‎كانت وجهتنا التالية جرش، موطناً لبعض أفضل الآثار الرومانية المحفوظة في العالم. عندما اقتربنا من المدينة القديمة، تكشفت عظمة الآثار أمامنا. كانت الأعمدة الضخمة والفسيفساء المعقدة والمدرج الضخم ملهمة.

‎ عندما غادرت الأردن، لم أحمل معي المهارات والرؤى المهنية فحسب، بل وأيضاً ذكريات عزيزة عن أرض مليئة بالتاريخ والجمال والدفء.


عدد القراءات: 46