في شراكة هي الأولى من نوعها، وبتنظيم من مكتب العلاقات الدولية والشؤون الخارجية ومعهد الصحة العالمي في الجامعة، نظمت جامعة النجاح الوطنية بالتعاون مع مركز FXB للصحة وحقوق الإنسان في جامعة هارفارد، ندوة خاصة حول تصاعد العنف والقيود على الصحة والقيود في فلسطين.
وعقدت الندوة بعنوان" تصاعد العنف والقيود على الصحة والقيود في فلسطين: منظور عملي على أرض الواقع"، تحت رعاية مركز FXB للصحة وحقوق الإنسان في جامعة هارفارد، والبرنامج التعاوني للتبادل الافتراضي، ومعهد النجاح للصحة العالمية في جامعة النجاح الوطنية.
ورحبت د. يارا عاصي، أستاذ مساعد في كلية إدارة الصحة العالمية والمعلوماتية بجامعة سنترال فلوريدا، بالمشاركين كافة، ووجهت شكرها لجامعة النجاح الوطنية على تنظيمها لهذه المبادرة في هذا الوقت الذي يشهد توتراً أمنياً ملوحظاً.
وأعربت العاصي عن قلقها الكبير حول تصاعد العنف وتأثيره على الوضع الصحي في مدن الضفة الغربية المحتلة. وأكدت أن إجراءات الهدم والاستيطان، واعتداءات المستوطنين، علاوة عن الإغلاقات التي يفرضها الاحتلال على مدن الضفة الغربية وقطاع غزة تؤثر بشكل كبير على وضع المرضى وفرص تلقيهم العلاج المناسب في الوقت المناسب.
من جهته أكد الدكتور عبد السلام الخياط، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في جامعة النجاح الوطنية، أهمية عقد الندوة، وأشار إلى أن جامعة النجاح دائماً في الصفوف الأولى لدعم المجتمع الفلسطيني خلال فترات التوتر الأمني.
وأضاف: "تسخر جامعة النجاح الوطنية قدراتها وإمكانياتها كافّة لدعم القطاع التعليمي والطبي في فلسطين، خاصةً عبر مستشفى النجاح الجامعي الذي يستقبل الكثير من الحالات ويكون في الصفوف الأولى لمعالجة الجرحى المصابين برصاص الاحتلال".
وأضاف: "رغم العوائق والقيود التي واجهت الجامعة، إلا أنها استطاعت إدارة الوضع والحفاظ على صحة وسلامة طلابها وكادرها الأكاديمي والإداري، سواء عبر اللجوء إلى التعليم الإلكتروني أو تأجيل الاختبارات بسبب الإغلاقات التي يفرضها الاحتلال".
كما حذر الخياط من تبعية إجراءات الاحتلال القمعية على صحة المواطنين الجسدية والنفسية، وأكد أنها ستؤثر عليهم على المدى القريب والبعيد أيضاً.
أما الدكتور بنجامين بوكيه، مسؤول الدعم الفني للصحة العامة وحقوق الإنسان مع منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد أكد صعوبة الأوضاع الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبشكل خاص على المرضى وعائلاتهم والطواقم الطبية.
وأضاف بوكيه: "هناك الكثير من الاعتداءات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد المرضى والعاملين في القطاع الصحي في فلسطين".
وتابع: "الحواجز والإغلاقات التي تفرضها إسرائيل تؤدي إلى عرقلة وصول المرضى إلى المستشفيات في الضفة الغربية والقدس، علاوة عن الصعوبة التي يواجهها الكثيرون للحصول على تصاريح الدخول والخروج".
وأكد بوكيه أن منظمة الصحة العالمية لاحظت ارتفاع حالات العنف في مدن الضفة الغربية خلال الفترة الأخيرة، وخاصة في مدينتي جنين ونابلس، مشيرًا إلى أنها تعمل على توثيق جميع الاعتداءات على الطواقم الطبية.
في المقابل، أوضح الدكتور فؤاد نافعة، رئيس قسم الجراحة في مستشفى رفيديا الحكومي، حجم الضغط الكبير الذي يمر فيه القطاع الصحي خلال فترات التصعيد الأمني الأخير، وبالتحديد في مدينة نابلس التي شهدت سلسلة من الاقتحامات التي نفذها جيش الاحتلال وتسببت باستشهاد العشرات وجرح المئات .
وقال الدكتور نافعة: "يواجه القطاع الصحي في فلسطين ضغطاً كبيراً تزامناً مع فترات التصعيد الأمني، فقد تعاملنا مع العديد من الإصابات الحرجة، غالبيتها نتيجة الإصابة برصاص الاحتلال الذي يستهدف الأقسام العلوية من الجسم وفي مناطق قاتلة كالرأس والرقبة والصدر".
وأضاف: "الوضع الآن يختلف عن فترات الانتفاضتين الأولى والثانية، من حيث نوعية الأسلحة القاتلة التي يستخدمها جيش الاحتلال، عدا عن أن عمليات الاغتيال أصبحت تنفذ في وضح النهار".
وحذر الدكتور نافعة، من تأثير تصاعد العنف في الضفة الغربية على الجانب النفسي للجرحى وعائلاتهم، والطاقم الطبي الذي يقع على عاتقه مهمة إنقاذ أرواح المصابين".
وفي مداخلة خاصة، شرح القائمين على مركز يافا الثقافي، صعوبة الوضع في المراكز الصحية داخل مخيم بلاطة، الذي يعاني من اقتحامات الاحتلال المتكررة ووقوع المواجهات المسلحة في محيطه.
عدد القراءات: 32